برنامج قيادات صناديق الاستثمار الاجتماعي
إعداد:
الشبكة العالمية للاستثمار الاجتماعي
Global Impact Investing Network
أعدّ الإصدار العربي من هذا البرنامج:
إعداد:
الشبكة العالمية للاستثمار الاجتماعي
Global Impact Investing Network
أعدّ الإصدار العربي من هذا البرنامج:
المكتبة > برنامج قيادات صناديق الاستمثار الاجتماعي > الوحدة التدريبية الأولى
جميع الحقوق محفوظة للشبكة العالمية للاستثمار الاجتماعي.
آخر تحديث للإصدار العربي: 18 أكتوبر 2023 / 3 ربيع الآخر 1444 هـ
ما هو صندوق الاستثمار؟ هو تجمُّع موَحَّد لرأس المال من أفراد ومؤسسات، وهي الأداة الأكثر شيوعاً المستخدمة في الاستثمار الاجتماعي، ثمَّ يتم استثمار هذه الأموال بشكل جماعي في محفظة من الاستثمارات.
من هم المستثمرون في صندوق الاستثمار؟ يطلق عليهم اسم (شركاء محدودي المسؤولية). والمستثمرون عادة ينجذبون بشكل كبير الى هذا النوع من الاستثمار. وذلك للأسباب:
يوفر مجموعة أوسع من فرص الاستثمار.
يعطيهم خبرة إدارية أكبر.
رسوم استثمارية أقل.
وفقا لاستطلاع الشبكة العالمية للاستثمار الاجتماعي السنوي يزداد عدد صناديق الاستثمار كل عام، مما يشكل أرضية تنافسية كبيرة. الأمر الذي يجعل من المهم أن يتمايز الصندوق عن غيره.
ولكن كيف؟
من خلال استراتيجية قوية لتقديم المنفعة للمجتمع والبيئة (الأثر).
من خلال استراتيجية استثمار قوية.
فالاستراتيجية المتماسكة والقائمة على الأدلة يجعلها تبرز الصندوق بين المنافسين في السوق، ويمكن تلخيصها في عرض موجز ومقنع.
والاهتمام الكبير بهذه التفاصيل يمكّن صندوق الاستثمار الاجتماعي من التميز في المنافسة وتفوقه على غيره، وتوجه المستثمرين (الشركاء) إليه.
يعتبر الحديث عن تصميم صناديق الاستثمار الاجتماعي أعقد من الحديث عن الصناديق التقليدية [1]، وهذا يجعل من الصعب طرح توصيف متماسك لاستراتيجية الأثر والاستثمار للصندوق.
فما الحل؟
منذ البداية يجب أن يكون لدى مديري الصناديق:
رؤية واضحة للمنفعة المستهدفة للمجتمع والبيئة في سياق استراتيجية الاستثمار الخاصة بهم.
دمج مختلف تفاصيل استراتيجية الاستثمار والمنافع المجتمعية في توصيف قصصي متماسك ومدعوم بالبيانات والأدلة.
الاستعداد لمشاركة استراتيجية الصندوق خارجياً.
أثناء صياغة خطة صندوق واضحة يجب دراسة احتياجات السوق في الوقت الراهن، وعندها سيتبادر الى ذهن مديري الصناديق عدة تساؤلات:
ماهي الحاجة الحالية في السوق التي تتناولها استراتيجية الاستثمار الخاصة بالصندوق؟
ما الدليل على وجود الحاجة؟ وما مدى الحاجة؟
ما هي نظرية التغيير (خطة تقديم المنفعة للمجتمع أو البيئة)؟
ما هي الافتراضات الأساسية التي تشير إليها الاستراتيجية؟
هل قطاع الاستثمار المقترح وحجم الصفقة ونوع الصفقة يناسب احتياجات السوق الحالية؟
هل تبدو استراتيجيات العوائد والمخرجات المتوقعة واقعية ومناسبة بالنظر إلى السوق وإمكانية الاستثمار في هذه الشركة وتوقعات المستثمرين؟
لذلك يجب إظهار تناسب الصندوق مع مشهد السوق التنافسي وهذا يعد جزءاً مهماً من علاقة مترابطة ومتماسكة. ولإظهار هذا الترابط والتماسك يجب أن يتبادر الى ذهن مديري الصناديق المزيد من الأسئلة والاستفسارات التي تؤثر إجاباتها على ممارسات إدارة الصناديق الرئيسية:
هل سيكون الصندوق مؤثراً في السوق؟
كيف يمكن جعله مميزاً عن غيره؟
ما الذي يجعل الصندوق مقنعاً للمستثمرين دوناً عن غيره؟
كيف تقارن استراتيجية تقديم المنافع المجتمعية والبيئية مع غيره من الصناديق في السوق؟
الإجابة عن هذه الأسئلة بدقة ومنهجية سيساعد على رسم خارطة طريق الصندوق في السوق، مثل معرفة أنواع الشركاء محدودي المسؤولية (المستثمرين) الذين يجب استهدافهم، أو الشركات المستثمر فيها للتعامل معها وفق متطلبات رأس المال الخاص بهم.
على سبيل المثال:
صناديق الاستثمار المتخصصة بالمشاريع الناشئة تركّز على الشركات في المرحلة المبكرة (مرحلة الفكرة)، ويتوقع في استثمارها مخاطر عالية وعائد مرتفع.
هذه الصناديق الاستثمارية تحتاج فريق إدارة صندوق مميز، يجب اختياره بعناية. حيث يمكن أن تؤدي الخبرات الفردية لأعضاء الفريق في قطاع أو صناعة معينة، وعلاقاتهم المحلية إلى نجاح الصندوق أو تدميره.
[1] ذلك لأن الصناديق التقليدية تقتصر على استراتيجية الاستثمار، ومؤشرات الأداء الاستراتيجية ترتكز على المؤشرات المالية. أما في صناديق الاستثمار الاجتماعي فيجب أن تشتمل على كل من استراتيجية الاستثمار واستراتيجية صناعة الأثر الاجتماعي والبيئي. (تعليق معد النسخة العربية).
مع زيادة الاختلافات بين المناطق الجغرافية أو السلطات الضريبية الوطنية للشركاء محدودي المسؤولية وعامة المشاركين، والاستثمار المستهدفة. يصبح تسجيل الصندوق أكثر تعقيداً خصوصاً عندما نأخذ بعين الاعتبار احتمالية توسع الصندوق في مناطق جغرافية جديدة أو انتقاله إلى منطقة جديدة.
لذلك:
يجب أن يتماشى اختيار مكان تسجيل الصندوق مع تفضيلات الشركاء محدودي المسؤولية والاعتبارات الضريبية.
إذ يمكن أن تسفر التشريعات الضريبية بين مختلف البلدان عن معدلات ضريبية مختلفة على كل استثمار فردي (رأس المال، توزيعات الأرباح، وما إلى ذلك)، وذلك اعتماداً على الشركات التي يستثمر بها الصندوق.
فما هو تأثير هذه الاختلافات في الاقتطاعات الضريبية بين مختلف البلدان؟
تؤثر بشكل كبير هذه الاختلافات على عوائد الشركاء محدودي المسؤولية.
معظم البلدان لديها قوانين أوراق مالية صارمة لحماية المستثمرين الأقل دراية في الاستغلال.
يمكن أن تؤثر القيود المفروضة على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وإعادة الأموال إلى الوطن على اختيار موطن تسجيل الصندوق.
تعتبر استراتيجية الاستثمار الاجتماعي المدروسة والمدعومة بالأدلة أساساً لتنمية الموارد المالية للصندوق.
لذلك يجب أولاً أن نعرف أسباب فشل صناديق الاستثمار الاجتماعي من تجارب حقيقة سبقت، لتفاديه قدر الإمكان.
قال الشركاء المحدودي المسؤولية (المستثمرين) الذين تمت مقابلتهم أثناء تطوير هذا البرنامج:
إن أحد الأسباب الشائعة لفشل مديري الصناديق في تأمين التزامات رأس المال في السوق اليوم هو: أنهم يقللون من أهمية التصميم القوي للصندوق، والذي يتضمن:
العناصر الحاسمة لهيكل لصندوق.
فريق متوازن يمكنه التنفيذ لتحقيق عوائد مالية ذات أثر.
خط تدفق كبير للصفقات يشير إلى القدرة على إيجاد صفقات جيدة.
المراعاة المتعمقة للتفاصيل بما في ذلك الشروط والعوامل المؤثرة على العائد وفرص تعظيم العائد.
لذلك: يجب على مديري الصناديق ألا ينظروا فقط في كيفية تمييز كل عنصر من هذه العناصر في بداية حياة الصندوق، ولكن أيضا في كيفية تطورها جنبا إلى جنب مع الصندوق.
تستثمر صناديق الاستثمار الاجتماعي غالباً في المراحل المبكرة للشركات، وفي مراحل توسعها ونموها. وهذا يمكّن المستثمرين الاجتماعيين من العمل مباشرة مع الشركات لمساعدتهم على تحقيق الأثر المطلوب.
تستخدم معظم صناديق الاستثمار شكل الشراكة المحدودة كهيكل قانوني لها. كما يوضح الشكل (1) اللاحق.
والتي تشمل نوعين رئيسين من الفاعلين:
الشريك العام: لديه مسؤولية محدودة، ويشارك في عمليات الصندوق اليومية، يحصل الشريك العام على رسوم إدارية ونسبة مئوية من الأرباح.
الشركاء المحددون المسؤولية (المستثمرون): لديهم مسؤولية محدودة ولا يشاركون في عمليات الصندوق اليومية، يتلقى الشركاء المحددون المسؤولية جزءاً من الدخل ورأس المال.
تدير السياسات المنصوص عليها في اتفاقية الشراكة العلاقة بين الشريك العام ومقدمي الخدمات، والتي تغطي الشروط والرسوم وهياكل الاستثمار والعناصر الأخرى التي تتطلب اتفاقًا متبادلًا قبل الاستثمار. عادة ما يتضمن نموذج الشراكة المحدودة أيضًا لجنة استشارية ولجنة استثمار.
إن تصميم استراتيجية الصندوق أمر لا يستطيع القيام به إلا فريق ذو مؤهلات قوية ومبني على خبرة عملية، وذلك ليتمكن من:
تنفيذ استراتيجية الصندوق بفعالية.
وتحقيق فوائد مالية
وقياس المنفعة البيئية والمجتمعية للمستثمرين.
يتكون فريق إدارة الصندوق النموذجي من ثلاث مجموعات:
إدارة الصفقات الاستثمارية
الفريق الإداري
فريق البحث والتحليل
وهذه الأدوار الرئيسية يمكن توسيعها أو تقليصها حسب الحاجة. إن المستشارون لا يعتبرون عادةً جزءاً من فريق إدارة الصندوق الأساسي، باستثناء الصناديق الكبيرة. تشمل مسؤوليات مدير الصندوق الاحتفاظ بقائمة من المستشارين والخبراء للتشاور عند الحاجة.
يحتاج مديرو الصناديق الاستثمارية أيضاً إلى التفكير فيمن سيكون مسؤولاً عن قياس وإدارة المنافع الاجتماعية والبيئية لاستثماراتهم واختيارهم بعناية.
بيّن المشاركون في استبيان الشبكة العالمية للاستثمار الاجتماعي، كما هو موضح في تقرير "واقع ممارسات قياس وإدارة الأثر" بأنه عادةً: ما يتم إسناد مسؤولية قياس وإدارة المنافع المجتمعية والبيئية إلى عموم فريق إدارة الاستثمار في الصندوق.
على الرغم من أن صناديق الاستثمار تستخدم العديد من هياكل التوظيف الرسمية، إلا أن العديد من المستجيبين يرون أن قياس وإدارة المنافع المجتمعية والبيئية مكون رئيسي لعملهم ، مشيرين إلى أن جميع الموظفين يساهمون في ذلك:
46٪ من المستجيبين بينوا أنه يتم توكيل مسؤولية قياس وإدارة المنافع المجتمعية والبيئية إلى عموم فريق إدارة الاستثمار
15% من المجيبين يتعاقدون مع استشاريين خارجيين،
9% يعتمدون على وحدة إدارية متخصصة بقياس وإدارة المنافع المجتمعية والبيئية،
9% يدمجون قياس الأثر وإدارته في مسؤوليات الموظفين الآخرين.
بالنسبة لـ 71 مجيبًا لديهم موظفون مخصصون فقط لقياس الأثر وإدارته، فإن الوسيط هو موظفان لكل مؤسسة.
بغض النظر عن هيكل التوظيف وتوزيع المهام والمسؤوليات فإن بناء قدرات جميع الموظفين الداخليين وتأهيلهم لقياس وإدارة المنافع المجتمعية والبيئية أمر حيوي للغاية لتخطيط وتنفيذ استراتيجية مدروسة ودقيقة.
وفي تعليق منشور في الدراسة لأحد مديري الصناديق الذي يدمج قياس المنافع البيئية والمجتمعية ومسؤوليات إدارته في مهام الفريق كافة قائلاً: "إنّ المنافع البيئية والمجتمعية هو جوهر عملنا، وبالتالي فإن كل موظف مسؤول عن تحقيقها."
يجب أن يتمتع فريق إدارة الصندوق بمهارات متنوعة ومميزة ومرنة.
تعتمد استثمارات الملكية الخاصة بشكل خاص على العلاقات، ويتطلع المستثمرين إلى توافر ما وراء المعايير التقليدية للفريق.
لذلك أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها فريق إدارة الصندوق هي:
خبرة عميقة في إدارة العلاقات.
الخبرة في البيئة المحلية.
تصميم الأعمال التجارية.
إدارة المشاريع.
إظهار الاهتمام والالتزام بتحقيق المنفعة للمجتمع والبيئة.
الخبرة المالية والمحاسبية لجني الأموال وتنمية رأس المال بنجاح وإعداد التقارير.
مهارات تواصل عالية ومنتظمة: يجب أن يتفاعل مدير الصندوق بانتظام مع أصحاب المصلحة الرئيسين في الصندوق، وبالتحديد روّاد الأعمال ومجلس الإدارة.
خبرات سابقة في تنمية الموارد المالية وعقد الصفقات: حيث إنّ الشركاء محدودي المسؤولية (المستثمرون) ينظرون بإيجابية لتلك الخبرات.
مهارات في الاستثمار (الشراء والبيع) وإدارة العمليات: ليس بالضرورة أن تكون تلك المهارات كمدير صندوق سابق، المهم وجود مهارات سابقة مرتبطة.
عقلية الابتكار والريادة: الخبرات السابقة كمستثمر أو رائد أعمال هي أيضاً ذات أهمية، تشمل أيضاً اختيار الأسهم والمحفظة الاستثمارية.
تقدم دراسة الاستثمار الاجتماعي للشبكة الرؤية التالية لفريق إدارة أموال الأثر:
إنه غالباً ما يأتي مؤسسو وقادة الصناديق من خلفيات عملية متنوعة ولديهم خبرة في كل من القطاعين الاجتماعي والخاص.
فماذا يحقق هذا؟ وكيف يتم استثماره؟
تتيح هذه الخلفية المتنوعة العابرة للقطاعات ميزة مهمة للقادة تساعدهم على:
التواصل بشكل فعّال مع مجموعات متنوعة من أصحاب المصلحة.
التعامل بشكل منهجي مع تحديات التطور، وبالتالي تنفيذ استراتيجية الاستثمار الاجتماعي بنجاح.
إن الحديث عن مفهوم الأداء في صناديق الاستثمار الاجتماعي يرتبط بمفهوم أداء العاملين في الأسواق المالية.
تقليدياً: يقيّم أداء العاملين في الأسواق المالية من خلال العوائد المالية.
في إطار الاستثمار الاجتماعي: يُفهم الأداء الأفضل للعاملين في الأسواق المالية على أنه مزيج من العوائد المالية إضافة إلى تقديم منفعة بيئية واجتماعية.
إذاً: فإن تقييم الأداء يختلف عبر القطاعات المختلفة (القطاع الخاص، الاستثمار الاجتماعي).
هل تريد التوسّع وتعلّم المزيد عن صناديق الاستثمار الاجتماعي؟
اقرأ الخلاصة الذكية: